عــصــام بــشــيـر الــعــوف
مــؤلــف و كــاتـب ســيــاسـي و إســلامــي
العصر الأندلسي( 92 – 897 هـ ) - ( 710 – 1492 م )مقدمةالأندلس مقاطعة في جنوب إسبانية وكانت تدعى فندلس أو بلاد الفندال ، ومع العرب صار اسمها أندلس ثم عمم الاسم على جميع البلاد التي فتحها المسلمون ، وتمتاز هذه البقعة بجمال الطبيعة وجوها المعتدل وتربتها الخصبة وحقولها النضرة ورياضها الغناء وجبالها الشامخة وأنهارها الجارية . ولقد فتحها المسلمون ودام حكمهم أكثر من ثمانية قرون ، وقسم المؤرخون تاريخ هذا الحكم إلى ثلاثة أقسام:عهد الولاة : بأمر من الخليفة الأموي في دمشق لواليه على المغرب موسى بن نصير ، أرسل عامله على طنجة طارق بن زياد لفتح الأندلس على رأس جيش من سبعة آلاف جندي ، ووقف طارق على جبل كالبه وألقى خطبته الشهيرة : أيها الناس ، أين المفر البحر من روائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر . وقد عرف جبل كالبه منذ ذلك الوقت باسم جبل طارق ، كما عرف المضيق باسم مضيق جبل طارق . وتابع فتح المناطق الإسبانية بكثير من الجرأة والحزم والحنكة . وكان طارق أول الولاة وكان يرسل أموال الفيء والخراج إلى دمشق ، وفي عهد الولاة تم تثبيت أركان الفتح . العهد الأموي : هرب عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان الأموي. من العباسيين الذين أخضعوا جميع المناطق في الدولة الأموية لسلطانهم ماعدا الأندلس ، ومر بمصر ثم المغرب ، حتى وصل الأندلس بمساعدة أخواله من البربر ، وقد استغرقت عملية هروبه حوالي سنة ونصف ، وأسس دولة أموية جديدة في الأندلس ، عاصمتها قرطبة ، ولُقِّب بعبد الرحمن الداخل وبصقر قريش ، ودام حكمه أربعاً وثلاثين سنة ، نظم فيها الجيش والبلاد ووطد أركان الحكم . وقد بلغت الدولة أوج رقيها وقوتها في عهد عبدالرحمن الثالث، الذي استمر حكمه نصف قرن ، وأعلن نفسه خليفة للمسلمين ، ولقب بأمير المؤمنين الناصر لدين الله . واستلم الحكم من بعده ابنه الحكم ، ومن بعده تعاقب عدد من الخلفاء، إلى أن خلع آخرهم ، وهو المعتضد بالله ، وانتهى به الحكم الأموي ، وفي هذا العهد نهضت الآداب والفنون والعلوم ، وازدهر العمران ، فبنيت المدن والمساجد والقصور والفنادق والحمامات ، في جميع مدن الأندلس ، كما انتشر التعليم، وفي بعض المدن مجاناً للطلاب . عهد ملوك الطوائف : بعد انتهاء العهد الأموي ، ظهرت دويلات قامت بينها العداوة والحروب هي : الزيرية في غرناطة ، الحمودية في قرطبة ، الهودية في سرقسطة ، العامرية في بلنسية ، العبادية في إشبيلية ، بني الأفطس في بطليوس ، الجهورية في قرطبة ، ذي النون في طليطلة . واستغل ملوك الإسبان هذا التفكك والعداء ، وهاجموا تلك الدويلات ، واستنجد أمير إشبيلية ، المعتمد بن عباد بيوسف بن تاشفين، أمير دولة المرابطين في المغرب ، فأنجده مرتين ، ثم طمع ببلاده فضمها إليه ، وسجن المعتمد في أغمات حتى مات ، وحكم الأندلس مدة ستين عاماً. وقد تابع الموحدون حركة العمران في إشبيلية والمغرب ، واستقدم الفلاسفة كابن الطفيل وابن رشد . أما غرناطة فقد ظهرت فيها دولة بني الأحمر وينتسبون إلى إحدى القبائل العربية ، واستقامت لهم الأمور فترة طويلة إلى أن ظهر النزاع بين أمرائها ، وسقطت بيد فرديناند ملك الفرنجة ، وكان أبو عبدالله آخر ملوكها ، وكان ذلك آخر عهد العرب والمسلمين في الأندلس . واشتهرت دولة بني الأحمر بقصور غرناطة ، وخاصة قصر الحمراء الذي لا يزال إلى اليوم تحفة من روائع الفن المعماري العالمي ، وعرفت البلاد نهضة ثقافية واسعة، وكانت جامعاتها مفتوحة الأبواب لكل طالب علم ، مهما يكن جنسه ودينه ، ويتوافدون إليها من الدول الشرقية والغربية ، ومن بين الذين توافدوا للدراسة في إحدى جامعات الأندلس ، فرديناند ملك صقلية وألمانية ، وكذلك البابا سلفستر الثاني . وقد قال المستشرق دوزي في كتابه تاريخ إسبانية : إن إسبانية المسلمة كانت كلها تقرأ وتكتب ، في حين لم يكن في أوربة سوى رجال الدين ، وقليل من الخاصة يقرأوون ويكتبون . يتألف المجتمع الأندلسي من العرب والبربر والإسبان ، الذين أسلموا وأطلق عليهم اسم المسالمة أو المولدون ، وهنالك الإسبان من المسيحيين واليهود ، ولم يعتنقوا الإسلام وكانوا يعملون في التجارة . وفي الأندلس الإسلامي التقى الشرق بالغرب لأول مرة .. نور إسلامي غزا أوربة لإحيائها ، فقد كانت أوربة تعيش في ظلام دامس ، وقد قام العديد من الفقهاء وعلى رأسهم ابن حزم ، بإعادة تأسيس علوم الدين في الأندلس ، كما كان لقدوم زرياب المغني إلى الأندلس أثر كبير في نقل العادات الشرقية ، في الغناء والطرب والمجالس والحفلات ، وهو تلميذ إسحاق الموصلي نديم الخلفاء ، وزعيم الحركة الفنية في بغداد والشرق . الخصائص العامة في آداب العصر بدأ شعراء الأندلس بمحاكاة شعراء المشرق ، فقد كانوا متعلقين بجذورهم ، التي انطلقوا منها كالحجاز واليمن والشام والعراق ، كما سموا مدنهم بأسماء بلاد الشام : غرناطة دمشق ، وإشبيلية حمص ، وجيان قنسرين ، كما تغنوا بنجد والشام واليمن وراج عندهم المديح والهجاء والغزل ووصف الطبيعة . وكانوا يعظمون شعراءهم ، بتسميتهم بأسماء شعراء المشرق ، كابن هانئ بالمتنبي ، وابن زيدون ببحتري العرب. غير أن الشعراء من الجيل الذي تلى هؤلاء لحق بهم التجديد ، ففي الشعر انصرفوا إلى الاهتمام بالموسيقى ، والألفاظ ، ورشاقة التعبير ، وخفة الوزن ، وإشراق الديباجة، وقرب المتناول ، وأصبحت للشعر الأندلسي خصوصية يعرف بها ، فيصف البيئة بغناء عذب رقيق ، يصور لنا مفاتن البلاد ومحاسنها ، كما نرى عند ابن حمديس ، وابن عبدون ، وابن خفاجة ، ولسان الدين بن الخطيب ، وابن زيدون ، وابن عمار ، والمعتمد بن عباد وغيرهم . كما صارت له أساليبه وفنونه المستمدة من الحياة الأندلسية ، كشعر الوصف ، والشعر الوجداني ، ورثاء الممالك الزائلة ، كما تركز التجديد مع الموشحات ، من حيث الشكل والمضمون ، وهي شعر يختلف تمام الاختلاف ، عن القصيدة الكلاسيكية ، في أوزانه وقوافيه ، وشروط تركيبه ، وتأثره بالغناء . ونجد الشعراء ، في وصف الطبيعة ، يهتمون بمعطياتها ألواناً وأشكالاً وأبعاداً ، في النبات ، والطير ، والوهاد ، والسماء ، والعطر ، والأطياب ، والأزاهر ، والرياحين ، والنسمات العذاب ، كما نجد في شعرهم ، أحاديث طويلة عن الألحان والأنغام في تغريد الطيور ووشوشات النسيم ، وحفيف أوراق الشجر ، بالإضافة إلى حناجر المغنين والمغنيات ، وأصوات آلات الطرب ، ولا يخلو الشعر الأندلسي من الشكوى والحزن ، لدى من حلت عليهم المصائب وصروف الدهر ، كما في شعر المعتمد بن عباد ، وابن زيدون ، ولسان الدين بن الخطيب وغيرهم . ورثاء الممالك عند أبي البقاء الرندي ، وابن عبدون في رثاء دولة بني الأفطس ، وابن اللبانة في رثاء دولة بني عباد . أما في النثر ، فقد كان أول أديب أندلسي من المشرق ، وهو أبو علي القالي ، صاحب كتاب الأمالي ، وقد استقدمه عبدالرحمن الناصر لنشر الثقافة الإسلامية في الأندلس ، وكان معاصراً لابن عبدربه صاحب كتاب العقد الفريد ، الذي وصل صيته إلى المشرق ، وقد قال الوزير البويهي الصاحب بن عباد ، وكان أديباً كبيراً ، في هذا الكتاب : هذه بضاعتنا ردت إلينا . كما تخرج من مدرسة القالي عدد من الكتاب اللغويين والنحويين ، أمثال ابن القوطية صاحب كتاب الأفعال ، وأبي بكر الزبيدي صاحب كتاب أخبار النحويين ، وابن السيد البطليوسي صاحب كتاب الإقتضاب وغيرهم . كما عني الأدباء بفن الكتابة ، وعلا شأنهم في البلاد حتى وصل العديد منهم إلى سدة الوزارة ، كالفقيه ابن حزم ، إمام المذهب الظاهري الذي كان وزيراً للأمويين، ولسان الدين بن الخطيب ، الذي كان وزيراً لملوك غرناطة ، وابن زيدون وزير بني جهور ، وتناولت مؤلفاتهم النثرية اللغة والأدب والدين والتاريخ والفلسفة والعلوم والشؤون السياسية والعسكرية والديوانية . ومن أبرز مميزات النثر الأندلسي الأناقة والترسل والعناية بالإخراج والأساليب ، والحرص على السمو ، والتفنن في استخدام ألوان الكلام ، وفي توفير الموسيقى اللفظية ، كما في نثر ابن الخطيب وابن حزم وابن شهيد . ومن أشهر المؤلفات النثرية : المحلى وطوق الحمامة لابن حزم ، والذخيرة لابن بسام ، ودار الطراز لابن سناء الملك ، ونفح الطيب للمقري ، والإحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب ، وحي بن يقظان لابن الطفيل ، والتوابع والزوابع لابن شهيد ، والمقدمة في التاريخ لابن خلدون مؤسس علم التاريخ . الفقهاء في الأندلسابن بطال هو أبو الحسن ، علي بن خلف بن عبدالملك بن بطال البكري ، القرطبي ، ثم البلنسي، ويعرف بابن اللجام ( بالجيم المشددة : نسبة إلى عمل اللجم ) . قال ابن بشكوال : كان من أهل العلم والمعرفة والفهم ، مليح الخط ، حسن الضبط . عني بالحديث العناية التامة ، وأتقن ما قيد منه . توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة . ابن عبدالبر هو الإمام العلامة ، حافظ المغرب ، شيخ الإسلام ، أبو عمر ، يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر بن عاصم النمري ( بفتح النون والميم وبعدها راء ) ، الأندلسي ، القرطبي ، المالكي ، صاحب التصانيف الفائقة . قال أبو القاسم بن بشكوال : ابن عبدالبر إمام عصره ، وواحد دهره . وقال الذهبي : كان إماماً ديناً ، ثقة ، متقناً ، علامة ، متبحراً ، صاحب سنة وإتباع . وكان حافظ المغرب في زمانه . قال القاضي عياض : الحافظ شيخ علماء الأندلس وكبير محدّثيها في وقته ، وأحفظ من كان بها لسنة مأثورة ، وقال ابن خلكان : إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلق بهما . وقال الباجي : أبو عمر أحفظ أهل المغرب . قال أبو عبدالله الحميدي : أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال . مات سنة ثلاث وستين وأربعمائة .ابن العربي هو الإمام العلامة الحافظ الفاضلي ، أبو بكر ، محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله ، ابن العربي الأندلسي الإشبيلي المالكي ، صاحب التصانيف . تفقه بالإمام أبي حامد الغزالي ، والفقيه أبي بكر الشاشي ، والعلامة الأديب أبي زكريا التبريزي . صنف ، وجمع ، وفي فنون العلم برع ، وكان فصيحاً بليغاً خطيباً . صنف كتاب " عارضة الأحوذي في شرح جامع أبي عيسى الترمذي " ، وفسر القرآن المجيد ، فأتى بكل بديع، وله كتاب " الأصناف " في الفقه ، قال ابن بشكوال : الإمام العالم الحافظ المستبحر ختام علماء الأندلس ، وآخر أئمتها وحفاظها . وقال ابن النجار : حدث ببغداد بيسير ، وصنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتواريخ ، واتسع حاله ، وكثر إفضاله ، ومدحته الشعراء ، وعلى بلده سور أنشأه من ماله . وقال ابن كثير : كان فقيهاً عالماً ، وزاهداً عابداً ، وسمع الحديث بعد إشتغاله في الفقه . توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمئة . أبو حيان الغرناطي هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان ، أثير الدين ، أبو حيان ، الغرناطي الأندلسي الجياني النفزي ، فقيه ظاهري . ولد في غرناطة سنة 654هـ . أخذ العربية في غرناطة على أبي الحسن الأبذي وأبي جعفر الطباع ، وغيرهما في مالقة وبجاية وتونس ومصر . ووقعت وحشة بين أبي حيان وأستاذه أبي جعفر ، ما جعل أبا حيان يسارع إلى الفرار وعبور البحر سنة 679هـ . وتتلمذ عليه في مصر خلق كثير ، على رأسهم تقي الدين السبكي وابنه تاج الدين السبكي ، وكمال الدين الأفودي وجمال الدين الأسنوي وابن عقيل السفاقصي والصفدي وغيرهم . وقد تصدر أبو حيان لتدريس الحديث في المدرسة المنصورية بالقاهرة ، وخلف شيخه بن النحاس في حلقة النحو . كان أبو حيان ملماً باللغات الشرقية ، عارف باللغة ضابط لألفاظها ، والنحو والصرف والتفسير والحديث . أشهر أعمال أبي حيان وأعظمها هو تفسيره الضخم البحر المحيط الذي يُعد قمة التفاسير التي عنيت بالنحو وله العديد من الكتب . عمّر أبو حيان في القاهرة حتى توفي في الثامن والعشرين من صفر سنة 745هـ ، ودُفن بمقابر باب النصر شمال القاهرة . أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي إمام ، وفقيه مالكي . توفي بالمرية سنة 474هجرية . الحميدي هو أبو عبدالله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبدالله بن فتوح بن حميد بن يصل الأزدي الحميدي الأندلسي ( 420هـ - 488هـ ) ، الإمام السلفي الحافظ ، الفقيه الظاهري ، تلميذ الإمام علي بن حزم الأندلسي . وكان موصوفاً بالنباهة والمعرفة والإتقان والدين والورع ، وكانت له نغمة حسنة في قراءة الحديث ، وله مصنفات عديدة ، أهمها تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ، وجذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس . توفي الحميدي في بغداد ودفن بمقبرة باب أبرز . الشاطبي هو إبراهيم بن موسى بن محمد أبو إسحاق اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي ، وكنيته التي عرف بها أبو إسحاق ، أما نسبه فليس بالعربي بل أعجمي بربري ممن سبق أجداده للإسلام ، ونسب إلى لخم وهي قبيلة عربية معروفة ، وغرناطة وشاطبة فقيل اللخمي والغرناطي والشاطبي . ولد بغرناطة ونشأ وترعرع بها ولم يُعلم أنه غادرها ، أما عن وفاته فهي يوم الثلاثاء من شهر شعبان سنة 790 هجري . تتلمذ على الكثير من العلماء ، ومن أبرز شيوخه من غرناطة ابن الفخار البيري ، وأبو جعفر الشقوري ، وأبو سعيد بن لب ، وأبو عبدالله البلنسي ، وأبو عبدالله المقري ، وأبو القاسم السبتي وابن مرزوق الخطيب وأبو علي الزاوي . وتتلمذ عليه كثيرون منهم : أبو يحيى بن عاصم ، وأبو بكر بن عاصم ، وأبو عبدالله البياني ، وأبو جعفر القصار ، وأبو عبدالله المجاري . كان شغوفاً بالعلم طالباً له حيث جمع أصول العلوم الشرعية ففقه اللغة العربية وفنونها والنحو والفقه والفتوى والتفسير وأصول الفقه والقواعد الفقهية ، والعلوم اللسانية وعلوم الحديث . وله مؤلفات كثيرة في مختلف علوم العربية والشرعية ، كالنحو والصرف والإشتقاق والأدب والشعر وعلوم الحديث وفقهه والفقه وأصوله والتصوف والبدع إلى غير ذلك ، وله من الكتب : الإعتصام في أهل البدع والضلالات – الموافقات – المجالس ، وهو شرح لكتاب البيوع من صحيح البخاري – المقاصد الشافية في شرح خلاصة الكافية أو شرح الألفية ، يعني ألفية ابن مالك – بيان منهجه الأصولي ومذهبه الفقهي – نبذة عامة عن منهجه العلمي . كما أن له منهجاً علمياً متزناً ، ويقوم على التمسك بالأصول وعدم الإستقلال بالنصوص الجزئية في فهم مقصودها بل قدّم عليها النصوص الكلية التي هي أقطع من حيث الدلالة، معتمداً على الإستقراءات الكلية غير مقتصر على الأفراد الجزئية . وأخذ بالمصالح وراعى المعاني في تقرير الأحكام ، شأنه شأن الإمام مالك ، والكثير من الأصوليين الذين اعتمدوا منهج الإستقراء لأحكام الشريعة والنصوص التي أنشأتها وهو منهج مدرسة المدينة المنورة ، عاصمة الدعوة والدولة، التي بها أصحاب رسول الله وشيوخ التابعين ، يقوم منهجه على عدم الخروج على مقاصد الشريعة وألا يناقض أصلاً من أصول التشريع ، ويسلك طريق فهم الكتاب والسنة ، ونهج سَد الذرائع وأبطل الحِيل ، فهو المتبع لا المبتدع ، ولقد ارتقى بمنهجية الفقهاء ، وأكمل مسيرة الفقه . ومع ذلك اتهم بأنه يقول إنّ الدعاء لا ينفع ، وكل أمره أنه لم يلتزم الدعاء الجماعي في إمامته للناس ، ونسب إلى التشيع والرفض وبغض الصحابة ، لأنه لم يلتزم ذكر الخلفاء الراشدين في خطبه ، ونسب إليه تجويز الخروج على الأئمة ، لأنه لم يلتزم ذكرهم في الخطبة ، واتهم بالغلو والتشدد لأنه التزم الفتوى بمشهور المذاهب. عبدالله بن قاسم القيسي هو عبدالله بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران القيسي ، أبو محمد ، من أهل قرطبة فقيه ظاهري ، نشأ مالكياً ، بحكم البيئة الأندلسية وقتها ، ثم خرج في رحلة لطلب العلم ودخل العراق فالتقى بالإمام داود بن علي الظاهري ، فكتب عنه كتبه كلها وأدخلها الأندلس واجتهد في نشرها ، فكان ذلك سبباً في انتقاد علماء عصره له والإخلال به عندهم لتمكن المذهب المالكي من الناس فاضطره هذا الأمر إلى النظر في علم مالك لكن بنظر حسن ، ورغم ذلك بقى على القول بالظاهر وبالحجة وكان ابن قاسم عارفاً بمذهب الشافعي أيضاً ، إذ التقى بالمزني صاحب الإمام محمد بن إدريس الشافعي وحدث عنه ، توفي سنة 272هـ . علي بن حزم الأندلسي علي بن حزم الأندلسي ، أبو محمد ، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي ، وكان خلف أول من دخل الأندلس من أسرته في صحبة الأمير عبدالرحمن الداخل . ولد في 30 رمضان 384هـ / 7 نوفمبر 994م وتوفي في 28 شعبان 456هـ / 15 أغسطس 1064م . أندلسي أصله من بادية ولبة، أكبر علماء الإسلام تصنيفاً وتأليفاً بعد الطبري ، وهو إمام حافظ ، وفقيه ظاهري ، ومتكلم ، وأديب ، وشاعر ، وناقد محلل ، بل وصفه البعض بالفيلسوف ، وزير سياسي لبني أمية . يعد من أكبر علماء الأندلس . قام عليه جماعة من المالكية وشرد عن وطنه . قد عاش حياته الأولى في صحبة أخيه أبي بكر الذي كان يكبره بخمس سنوات في قصر أبيه أحد وزراء المنصور بن أبي عامر ، وابنه المظفر من بعده ، وكانت تربيته في تلك الفترة على أيدي جواري القصر . اعتمد ابن حزم في فتواه وتفسيره لنصوص القرآن والسنة على ظاهر اللغة ، بالرغم من أنه كان مالكي المذهب . أما عن أم ابن حزم فقد صمتت عنها المصادر بأسرها . بل إن ابن حزم نفسه لم يذكرها في أي من كتبه . ومن المصنف الذي صنعه ابن حزم عن أسرته والذي يدعى " تواريخ أعمامه وأبيه وأخوته وبنيه وبناته مواليدهم وتاريخ من مات منهم في حياته " يتضح أن أبناءه كانوا جمعاً من البنين والبنات ، ولكن لا نعرف عن بناته شيئاً . أما عن أبنائه الذكور فنعرف منهم أربعة وهم أبو رافع الفضل ، وأبو أسامة يعقوب ، وأبو سليمان المصعب، وسعيد وكانوا كلهم ظاهريي المذهب . اشتغل في شبابه بالوزارة في عهد " المظفر بن المنصور العامري " ثم ما لبث أن أعرض عن الرياسة وتفرغ للعلم وتحصيله . وكان يضرب المثل في لسان ابن حزم، فقيل عنه : "سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان " ، فلقد كان ابن حزم يبسط لسانه في علماء الأمة وخاصة خلال مناظراته مع المالكية في الأندلس ، وهذه الحدة أورثت نفوراً في قلوب كثير من العلماء عن ابن حزم وعلمه ومؤلفاته ، وكثر أعداؤه في الأندلس ، حتى نفوه من قرطبة وأحرقت كتبه بأمر من المعتضد بن عباد ، أمير إشبيلية ، كما أصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه ، ورغم ذلك فهو مجتهد مطلق ، إمام حافظ ، شافعي الفقه ، وانتقل إلى الظاهرية في الفقه ، فوافق العقيدة السلفية في بعض الأمور من موضوع توحيد الأسماء والصفات وخالفهم في أخرى فتوافق مع الجهمية ، وفي بعضها وصل به الحال أنه كاد أن يوافق الباطنية والقرامطة وكل ذلك كان باجتهاده الخاص ، وله ردود كثيرة على اليهود والنصارى وعلى الصوفية والخوارج والشيعة . أصل ابن حزم ما يعرف بالمذهب الظاهري في حين ينادي برفض القياس الفقهي الذي يعتمده الفقه الإسلامي التقليدي ونادي بوجوب وجود دليل شرعي واضح من القرآن أو السنة لتثبيت حكم ما ، لكن هذه النظرة الإختزالية لا توفي ابن حزم فالكثير من الباحثين يشيرون إلى أنه كان صاحب مشروع لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي من فقه وأصول فقه وفلسفة . كان الإمام ابن حزم ينادي بالتمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة ورفض ما عدا ذلك في دين الله، لا يقبل القياس والإستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها ظنا . إن حدة الخلاف بين الجمهور وابن حزم ، حول مفهوم العلة وحجيتها ، يمكن أن تقلص من دائرتها ، إذا علمنا أن كثيراً من الخلافات قد تكون راجعة إلى إختلاف لفظي أو إصطلاحي . بلغ عدد مشايخ ابن حزم أكثر من خمسين شيخاً في مختلف العلوم منهم: أحمد بن محمد بن سعيد بن الجسور القرطبي – مسعود بن سليمان بن مفلت الشنتريني القرطبي المعروف بأبي الخيار – أبو عبدالله بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري قاضي بلنسية . وله الكثير من الأصحاب والتلاميذ ومن هؤلاء : محمد بن أبي نصر فتوح بن عبدالله بن حميد الأزدي المعروف بالحميدي – محمد بن شريح الرعيني – صاعد بن أحمد بن عبدالرحمن بن محمد بن صاعد الثعلبي – وأولاده الأربعة وقد أثر بالعديد من العلماء المعاصرين له والحديثين كالشوكاني وأبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ومقبل بن هادي الوادعي وأبو تراب الظاهري . وقال الإمام أبو القاسم صاعد بن أحمد : كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام ، وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان ، ووفور حظه من البلاغة والشعر ، والمعرفة بالسير والأخبار ، أخبرني ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه أبي محمد من تواليفه أربع مائة مجلد ، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة . وقال أبو بكر بن العربي في كتاب " القواصم والعواصم ": وجدت قول ابن حزم بالظاهر سخيفاً ، نشأ وتعلق بالمذهب الشافعي ، ثم انتسب إلى داود ، ثم خلع الكل ، واستقل بنفسه ، وزعم أنه إمام الأمة يضع ويرفع ، ويحكم ويشرع ، ينسب إلى دين الله ما ليس فيه ، ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيراً للقلوب منهم . وقيل : كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيماً له ولأهله من غيره ، لكن قد خالط من أقوال أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك ، فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى ، وبمثل هذا صار يذم من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث بإتباعه لظاهر لا باطن له. مؤلفاته : الفصل في الملل والأهواء والنحل – المحلى شرح المجلى – طوق الحمامة – الإحكام في أصول الحكام – وغيرها كثير. ويمكن القول إن أتباعه كانوا كثيرين لكن مناهضيه كانوا أكثر . ولعل الظاهرية لم تكن مذهباً كما أراد ابن حزم بل حركة تناهض تقاليد المذاهب الإسلامية التي تعتمد على النقل الموثق عن الله ورسوله والصحابة ضمن خطوط وثوابت لا يمكن الخروج عنها مهما كانت الدوافع . القرطبي محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرْح كنيته أبو عبدالله ولد بقرطبة \ الأندلس حيث تعلم القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية وتوسع بدراسة الفقه والقراءات والبلاغة وعلوم القرآن وغيرها كما تعلم الشعر أيضاً. انتقل إلى مصر واستقر بمنية بني خصيب في شمال أسيوط حتى وافته المنية في 9 شوال 671هـ ، وهو يعتبر من كبار المفسرين وكان فقيهاً ومحدثاً ورعاً وزاهداً متعبداً . تأثر الإمام القرطبي كثيراً بالغنى الثقافي والمعرفي الذي كانت تعرفه الأندلس عامة وقرطبة خاصة . فنشطت الحركة العلمية في شتى الميادين اللغوية والعلمية والشرعية ، نال منها الإمام الشيء الكثير . نال العلم من العديد من علماء عصره . من مؤلفاته : " الجامع لأحكام القرآن " هو كتاب جمع تفسير القرآن كاملاً . المطالع لتفسير الإمام القرطبي يلاحظ تأثراً كبيراً بعلماء التفسير الذين سبقوه منهم : الطبري – الماوردي – أبو جعفر النحاس – ابن عطية – أبو بكر العربي . كما كان له تأثير على المفسرين من بعده منهم : ابن كثير – أبو حيان الأندلسي – الشوكاني . شعراء الأندلسابن الحداد الأندلسي محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبدالله . الحداد القيسي ( ؟ - 480 ) للهجرة (؟- 1087) للميلاد ، شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم. أصله من وادي آش سكن المرية ومدح المعتصم محمد بن معن بن صمادح ثم سار إلى سرقسطة فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده . وعاد إلى المعتصم ومات في المرية . له كتاب ( المستنبط في العروض ) . مختارات من شعره : ومن جرحته مقلتـــــاك نويــرةُ فليس يرجى من جراح الأسى أسواأرَى كلَّ ذِي سَلْوَى رَآكِ، مُتَيَّماً فما أكْثَرَ البَلْوَى بحُسْنِكِ الشَّــــكْوَىونار الأسى تخبو بقرب نويـرة ومَنْ لِي بأنْ آوي إلى جَنَّةِ المــأوَى*****وسقم فؤادي من ســــــقام جفونهِ فإن نقهـــت عينــــــــاه فالقلـــــب ناقهُمراد هوى حفت به مرد العـــدى وَدُونَ جِنَانِ الخُلْـــــدِ تُلْقى المَكَــــــارهُوَما خُيَــلاَءُ فيـــــها سَـــــــــجِيَّةً ولكنَّــــــها لـــــمَّا كمتَطــــــوْها تَوَائِهُفلا تَكْرَهَنْ إنْ خَاسَ قوْمٌ بعَهْدِهِمْ عسى الخير في الشيء الذي أنت كارهُفنصرك أيا ما سلكت مســــــايرٌ وفتحــــــك أيـــــــا ما أتجهت مواجـهُففي أنفس الحســــاد منها هزاهزٌ وفي أَلْسُــــــــنِ النُّقَّــــــادِ منها زَهَازَهُ*****أيها الواصل هجري أنا في هِجْرَانِ صَبْرِيليْتَ شِــعْرِي أيُّ نَفْعِ لك في إدمانِ ضــرِي*****يا زائراً مَلأ النَّواظِرَ نُــــــوراً والنفس لهواً والضلوع سرورالو أستطيع فرشت كل مسالكي حدقاً وبيض ســـوالف ونحورافيك أكتسي جوى ســنا وتلألئاً وأرتـــد تربي عنبـــراً وعبيرا*****ابن حمديس عبدالجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد ( 447 – 527) للهجرة ( 1053 – 1133 ) للميلاد ، شاعر ، ولد وتعلم في جزيرة صقلية ، ورحل إلى الأندلس ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه . وانتقل إلى إفريقية . وتوفي بجيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً ، وقد فقد بصره . له ( ديوان شعر ) منه مخطوطة نفيسة جداً ، في مكتبة الفاتيكان ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة607. مختارات من شعره : زارتُ على الخوفِ من رقيبٍ كظبيــــــةٍ رُوّعت بذيــــبِكافــــورةٌ في بيـــــــاضِ لونٍ ومســـــــكةٌ في ذكيِّ طيبِكادت تــــــروِّي غليلَ صــبٍّ فــــؤاده منه في لهيـــــــبِمن ثغَــــبٍ بــــــاردٍ حصـــاه منظـــم اللؤلؤ الشـــــــنيبِحتى إذا ما طمعــــتُ منــــــه بحَسْــــــوة الطائر المُريبِولّتْ فَقٌلْ في طلوعِ شـــــمس قد أخذت عنه في الغـروبِكان زمان اللقــــــاء منـــــها أقصر من جلســة الخطيبِ*****وناطقــــــــةٍ بالراءِ ســـــــجعاً مُرَدَّداً كحُسنِ خريرٍ من تَكَسَـــرِ جَدْوَلِمُغردةٍ في القضبِ تحســـــــبُ جيدها مقلَّدَ طوْقِ بالجمانِ المٌفَصّـــــلِإذا ما أمّحى كُحلُ الدجى من جفونـها دَعَتْكَ إلى كأسِ الغزال المكحلِملأتُ لها كفّ الصــــــــبوح زجاجةً مُذَهَّبَـــــةً بالرّاح فضّــــــةَ أنملِكأنَّ بياضَ الصّــــــبْح حُجّةً مؤمـــنٍ عَلتْ من سَـوادِ الليل حُجّةَ مبطلِكأنَّ شعاع الشمس في الأفق إذا جلتْ به صــــدأ الإظلام مِدْوَسُ صيقلِأدِمْ لــــذَةً ما مَتّعَتـــــــكَ بســــــــاعةٍ وما دمتَ عن عرقِ بغير ترحّــلِفَما عيشـــــــة الإنسان صفوٌ جميعها ولا آخــــرٌ من عمــــــره ندّ أوّلِ*****لم أسلُ عنهُ وقد ســـــلا عني فَالذَنْبُ منه وضِــــدّهُ منِّيقمرٌ، ملاحاتُ الورى جُمِعَتْ في خَلقِهِ فَنّـــــاً إلى فــــنِقد كان يبلغَ من مواصــــلتي ظنّي وفوقَ نهايــــةِ الظنِّويضــــــيفُ ريقتَهُ بقبلتِـــــهِ كَإضافةِ السلوى إلى المنِّفَاليَـــــوْمَ ينفرُ من ملاحظتي كنفار إنســــــيٍّ من الجنِّابن خفاجة إبراهيم بن أبي الفتح بن عبدالله بن خفاجة الجعواري الأندلسي ( 450 – 533 ) للهجرة ( 1058 – 1138 ) للميلاد ، من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس . شاعر غزل ، من الكتاب ، غلب على شعره وصف مناظر الطبيعة. لم يتصل بملوك الطوائف مع إهتمامهم بالأدب وأهله . مختارات من شعره :خُذْها إليْــــــــكَ، وإنّها لنَضِــــــيرةٌ، طرَأتْ عليْكَ قليلةَ النَّظـــــرَاءِحملتْ وحســــــــبكَ بهجةٌ من نفحةٍ عبقَ العروس وخجلةَ العـذراءِمن كل وارســـــــةِ القَمِيصِ، كأنّما نشأت تعلّ بريقةِ الصــــــفراءِنجمتْ تروقُتها نجـــــومٌ حســـــبها بالأيكةِ الخضراءِ من خضراءِوأتَتْكَ تُســـــــــفِرُ عَنْ وُجُوهٍ طلْقَةٍ، وتنوبُمن لطفِ عن الســــفراءِيَنــــدَى بها وجهُ النَّـــــديّ، وربّما بسطتْ هناكَ أسرةَ الســـــراءِفاستضحكتْ وجهَ الدجى مقطوعةٌ جمَلتْ جَمَالَ الغُـرّةِ الغـــــرّاءِ*****أوَجهُــــــــــكَ وطـــــــرفيَ باكي ، وعَدلُكَ مَوجودٌ ومثليَ شــــــــاكيوتأبَى اهتِضامي، في جَنابكَ، همّةٌ تَهُـــزّكَ هَزَّ الرّيــــــح فَرعَ أراكِوقد نامَ مني ظالــــمٌ لي ذاعــــــرٌ فيا هبةَ الســــيفِ الحســـــامِ دراكِومائِسَةٍ تُزهَى ، وقد خَلَعَ الحَــــيا، عليها، حُلى حُمراً، وأرديةً خُضرَايذوبُ لها ريقُ الغمامةِ فضّــــــةً ويَجمدُ، في أعطافِها، ذهَباً نَضــرَاابن دراج القسطلي أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر ( 347 – 421 ) للهجرة ( 958 – 1030 ) للميلاد ، شاعر كاتب من أهل ( قسطلّة درّاج ) قرية في غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده . كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه . قيل كان متنبي الأندلس . مختارات من شعره : غرام ولا شكوى وعتب ولا عتبي وشوق ولا لقيا وصبر ولا عقـــــبىوكم حن معشوق وأعتب عاشـــق وقلبك ما أقسى وقلبي ما أصــــــبىســـأصدع أحناء الضلوع بزفــرة تطير إليك القلـــب لو أن لي قلــــباوأســــــبل آماق الجفــون بعبــرة وإن حرمت منك المودة في القربىبنســبتنا في رق مولى أضـــــافنا فبوأنا الإكــــرام والمنزل الرحــــباوحسبك والمنصور جامع شــملنا وكنت له شـــــرقاً وكنت له غـــربافجهز في العلم والحــــلم والنهى وجهز فيك الخيل والطعن والحــربافلبيته ســـــــبياً ولبيتــــــه مـــنى ودنت له ســـــلماً ودنت له حــــربافلا عدم الإسلام من عزمـــــــاته سيوفاً بها نســــبي وجوها بها نسبى*****أعاره النرجـــس من لونه تفضــــــلا وإزداد من طيبهوناســـب النمام لما انتمى إلى اســــمه الأدنى وتركيبهوما يجاري واحداً منهـما إلا كبا في ريـــــــح تقريبــهولو رجا عبدالمليك الذي تــــأدب الدهـــــر بتأديبــــهلجاءنا مبتدراً ســــــــابقاً يزري بمن قد كان يزري به*****ابن الزقاق البلنسيعلي بن عطية بن مطرف أبو الحسن اللخمي البلنسي بن الزقاق البلنسي ( 490 – 528 ) للهجرة ( 1096 – 1134 ) للميلاد ، شاعر غزل ، ومدائح . عاش أقل من أربعين عاماً، وشعره أو بعضه في ( ديوان ) بالمكتبة الظاهرية بدمشق . مختارات من شعره :ومهفهفٍ نبتَ الشــــقيقُ بخده واهتــــــز أملود النّقا في بردهماء الشبيبة والجمال أرق من صَقلِ الحســامِ النتضى وَفِرنْدهيُحْيي الأنامَ بلمحةٍ منْ وَصْلِهِ من بعد ما وردوا الحمام بصدهإن كنت أهديت الفؤاد له فقل أيّ الجوى لجوانــــحي لم يهده*****يذكّرني تحنانُ شـــــدو غنائه على الأيك تحنان الحمام المغرّدله نغماتٌ أفحمت كلَّ صادحِ وصوت نشيد قد شجا كلّ منشـدفدعْ كلَّ ما حُدِّثتَ عن صوتِ معبدِوطارحْ نشيداً عن نشـــيدِ ابن معبدِ*****وروضة عاطر بنفسـجها عطرها وشـيُها وسندسُــــهالما غذتها السحاب درتها من فوق حوذانها ونرجسهاخاف عليها الغمامُ حادثةً فسلَّ سيفَ البروق يحرسها*****أقَبَلتْ تمشي لنا مَشْيَ الحُبَابِ ظبيــــــة تفتر عن مثل الحبابِكلما مالَ بها سُـــــكرُ الصِّبا مال بي سكرُ هواها والتصابيأشــــعرت في عبراتي بخلاً إذ تجلّــــت فتغطــــت بنقـــابِكذُكاءِ الدّجن مهـــما هطلت عَبْرَةُ المُــزْن توارتْ بالحِجابِ*****ابن زَمرَك محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي ، أبو عبدالله ( 733 – 795 ) للهجرة ( 1333 – 1392 ) للميلاد ، المعروف بابن زمرك وزير وشاعر وكاتب ، ومولده بروض البيازين ( بغرناطة ) تتلمذ على لسان الدين ابن الخطيب وغيره . جعله صاحب غرناطة ( الغني بالله ) كاتم سره ثم المتصرف برسالته وحجابته . ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته ، وأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف . وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله . وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه ( البقية والمدرك من كلام ابن زمرك ) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في كتابه نفح الطيب وأزهار الرياض . دفن بسبتة مع العلماء والزهاد . مختارات من شعره : طالعتها دون الصباح صــــــباحاً لما جلت غرر البيان صــــباحاولقد رأيت وما رأيت كحســــنها وجهاً أغر ومبســــماً وضــاحاعذراء أرضــــعها البيـــان لبانه وأطــال مغدى عندها ومــراحافأتت كما شاءت وشــــاء نجيبها تــذكى الحجى وتنعم الأرواحالا بل كمثل الروض باكره الحيا وســقى به زهر الكمــام ففاحاوطوت بساط الشوق مني بعدما نشرت علي من القبول جناحا*****لقد زادني وجداً وأغرى بي الجــــوى ذبــــــال بأذيــــــال الظــــلام قد إلتفاتشـــــــير وراء الليــــــل منه بنانــــة مخضـــــــبة والليـــل قد حجب الكفاتلوح ســـــنانا حين لا تنفح الصــــــبا وتبدي ســـــواراً حين تثني له العطفاقطعت به ليــــلاً يطارحني الجــــوى فآونـــــــة يبــــــدو وآونــــــة يخفىإذا قلت لا يبدو أشــــــال لســــــــانه وإن قلت لا يخفى الضــــــياء به كفاإلى أن أفاق الصبح من غمرة الدّجى وأهدى نسيم الروض من طيبه عرفالك الله يا مصباح أشــــــبهت مهجتي وقد شـــــفها من لوعة الحب ما شفا*****ابن زهر الأندلسيهو محمد بن عبدالملك بن زهر ( 111 – 1199 ) للميلاد ، من نوابغ الطب والأدب ولد بإشبيليا وتوفي بمراكش وعاصر دولة الملثمين والموحدين وأجاد نظم الموشحات. مختارات من شعره : هل تســــــتعاد أيامــــنا بالخليــــج وليـــــــــاليـــــــناأو يســـــــتفاد من النســـيم الأريج مســــك داريـــــناأو هل يكــــاد حسن المكان البهيج أن يحييــــــــــــناروض أظــله دوح عليه أنيـــــــق مـــورق الأفنــانوالماء يجري وعائــــم وغريــــق من جنى الريحانأو هل أديـب يحيي لنا بالغــروس ما كان أحــــــلىمع الحبيــب وصــافيات الكؤوس فاســـــقني واملا*****ابن زيدون أحمد بن عبدالله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي ، أبو الوليد (394-463) للهجرة ( 1003 – 1070 ) للميلاد ، وزير ، كاتب وشاعر من أهل قرطبة ، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس ، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به . واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه ، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف . فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاه وزارته ، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفى بإشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد . وقيل إن سبب حبسه إتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين . ولقب ببحتري المغرب ، له رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولادة بنت المستكفي إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها ، وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور . مختارات من شعره : أضْــــــحَى التَنَائي بَديـــــــلاً عنْ تَدانِيــــنَا، وَنَــــابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافيـــنَاألاَ وَقد حانَ صُـــــبحُ البَينِ، صَـــــــــبّحنَا حَيْـــــنٌ، فَقَامَ بنَا للحَيْـــنِ نَاعيـــنَامَنْ مبلــــغُ الملبسِـــــــينَا، بانتزاحِـــــــهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْليــــنَاأنَّ الزَمــــــانَ الَّذي ما زالَ يُضـــــــحِكُنا أُنســـــــــاً بقُربهِمُ قد عادَ يُبكيـــناغِيظ العِدا مِنْ تَســــــــاقِينَا الهوَى فَدعَــوْا بأنْ نَغصَّ، فَقَـــالَ الدهر آميــــنَافَانحَــلّ ما كانَ مَعقُــــــــوداً بأنْفُسِـــــــــنَا، وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْـدِيــنَاوَقَدْ نَكُـــــــونُ، وَمَا يُخشَــــــى تَفَرّقْـــــنَا، فاليومَ نحـنُ، وَمَا يُرْجى تَلاقيـــنَايا ليتَ شـــــــعري، ولم نُعتِبْ أعاديَــــكم، هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعاديـــنَالم نعتقدْ بعــــــدكمْ إلاّ الوفــــــاء لكُــــــمْ رَأيـــــاً، ولمْ نَتَقَلّــــدْ غَيرَهُ دِيــــنَاما حقنا أن تُقِـــــرّوا عينَ ذي حَسَــــــــدٍ بنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِــــــحاً فِينَاكُنّا نرَى اليَأسَ تُسْـــــــلِينَا عَوَارضُــــــه، وَقَدْ يَئِسْــــــنَا فَمَا لليَأسِ يُغْريــــنَابنْتُم وَبــــــنَا، فَمَا ابتَلَـــــتْ جَوَانِحُــــــنَا شَــــــــوْقاً إليكُمْ، وَلا جَفَتْ مآقِينَانَكــادُ، حِينَ تُنَاجِيـــــــكُمْ ضَــــــــمائرُنَا، يَقضي علينا الأسَى لوْلا تأسّــــينَاحَالتْ لِفقـــــدِكُمْ أيّامُـــــــــنَا، فَعْـــــدَتْ سُوداً، وكانتْ بكُمْ بيضاً ليَالِيـــــنَاإذْ جانِبُ العَيشِ طلْــــــقٌ من تألُّفِــــــنَا، وَمَرْبَعُ اللّهْو صَافٍ مِنْ تَصَـــافِينَاوَإذْ هَصَـــــرْنَا فُنُونَ الوَصْــــــلِ دانيةً قِطافُها، فَجَنَيْــــنَا مِنْهُ ما شِـــــــينَاليُســـقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّــــــــرُور فَما كُنْتُمْ لأروَاحِــــــنَا إلاّ رَياحِيــــــنَالا تَحْسَــــــــبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّــــــــرُنَا، أنْ طالما غيّرَ النّـــــأيُ المُحِبّيــــنَا!وَاللهِ مَا طلبَــــــتْ أهْواؤنَا بَـــــــــدَلاً مِنْكُمْ، وَلا انصــــرَفتْ عنكمْ أمانِينَايا ساريَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسق به مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقِينَاوَاســــــألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّـــرُنَا إلفاً، تذكُّــــرُهُ أمسَــــــى يعنّيـــــــنَا؟وَيَا نســـــــيمَ الصَّـــــــــبَا بلّغْ تحيّتَنَا مَنْ لوْ على البُعْـــــدِ حَيّا كانَ يحيينَا*****إنّي ذَكرْتُكِ، بالزّهــــــراءِ، مشـــــــــتاقاً، والأفقُ طلقٌ ومـرْأى الأرض قد راقاوَللنّســـــــــيمِ اعْتِلالٌ، في أصـــــــــائِلِهِ، كأنهُ رَقّ لي، فَاعْتَـــــــلّ إشْـــــــــقَاقَاوالرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتســـــــمٌ، كما شــــققتَ، عن اللَّبّاتِ، أطــــــواقَايَوْمٌ، كأيّــــــــامِ لذّاتٍ لنَا انصـــــــرَمتْ، بتْنَا لها، حينَ نـــــامَ الدّهرُ، ســــــرّاقَانلهُو بما يســــــــتميلُ العيــــنَ من زهرٍ جالَ النّــــــــدَى فيهِ، حتى مــالَ أعناقَاكَــــأنّ أعْيُنَـــــــهُ، إذْ عايَنَـــــــتْ أرَقَى، بَكَـــتْ لِما بي، فَجَالَ الدّمعُ رَقـــــراقَاوردٌ تَألّقَ، في ضــــــــاحي منابتِـــــــهِ، فَازْدَادَ منهُ الضّحى، في العينِ إشراقَاســـــــرى ينافحُـــــهُ نيلوفرٌ عبـــــــقٌ، وَسْـــــــــنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّــــبْحُ أحْدَاقَاكلٌّ يهيــــــــجُ لنَا ذكرَى تشـــــــــوّقِنَا إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضــــــاقَالا ســــــــكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكـــــــرَكُمُ فَلم يطــرْ، بجناح الشّــــــــوق، خفّاقَالوْ شاء حَملي نِســــــــيمُ الصّـــــــبح حينَ سرَى وافاكُمُ بفتىً أضناهُ ما لاقَىلوْ كَانَ وَفَى المُنى، في جَمعِنَا بـــكمُ، لكانَ منْ أكـــــــرمِ الأيّــــــــامِ أخلاقَايا علقيَ الأخضرَ، الأســـنى، الحبيبَ إلى نفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَاكان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن، ميدانَ أنسٍ، جريْـــــــنَا فِيهِ أطــــــلاقَافالآنَ، أحمــــــدَ ما كنّا لعهـــــــدِكُمُ، ســــــــــلْوتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّــــــــاقَا*****ودّعَ الصـــبرَ محبٌّ ودّعَكْ، ذائعٌ منْ سرّهِ ما اســتودَعَكْيقرَعُ السّـنَّ على أنْ لمْ يكنْ زَادَ فِي تِلْكَ الخُطا، إذْ شَيّعَكْيا أخا البدر ســــــناءً وسناً، حفظ اللهُ زمــــــاناً أطلعَــكْإنْ يَطُلْ، بَعْدَكَ، ليلي، فَلكَمْ كنت أشكُو قِصَرَ اللّيْلِ مَعَكْ!*****ابن سهل الأندلسيإبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق ( 605 – 649 ) للهجرة ( 1208 – 1251 ) للميلاد ، شاعر غزل ، وكاتب ، كان يهودياً وأسلم ، أصله من إشبيلية ، وسكن بالمغرب الأقصى . وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا . مختارات من شعره : من لي بأن يدنـــو بعيدُ مـــــزارهِ ظبيٌ طلوعُ الفجر من أزرارهِكالغُصــــــنِ في حركاته وقوامه كالظبي في لحظاتــــــهِ ونفارهفي الروض منه محاسنٌ ومشابهٌ في آســـــــــه وبهاره وعرارهفعــراره من لحظه وبـــــــهاره من خَدِّه والآسُ نَبتُ عِـــــذارهوعَلِقتُه وَسْــــــنانَ يَلعَبُ بالنُّهى كتلاعبِ الســـاقي بكأسِ عقارهيا حســــــنه لو كان يرحمُ صبه وجمــــــــاله لو كان من زوارهألِفَ التَجَنّي والبعادَ شـــــــريعةً فالنجمُ أقـــربُ من دنـــو مزارهأومى إليَّ بلحظه فتناثــــــــرتْ خِيلانُه في الخَـــدّ من أشــــفارهلمّا أراقَ دمَ المشُـــــــوق تَعمُّدا إســـــودَّ نقطُ الخال من أوزارهوإذا أقول عسى وليتَ وربـــما فَمَقالُ لا للصــــــبّ مِنْ أخْبارهفالخدُّ يغرقُ في معينِ دمـــوعه والقلبُ يصـــلى في جحيم أوارهعجباً لِضَدٍّ كيف يألّفُ ضِـــــدَّه هذا بأدمُعِـــــه وذاك بنـــــــــارهانظُر إلى لَونِ الأصـــــــيلِ كأنّه لا شَـــــــكَّ لونُ مُودِّعِ لفِراقِوالشمسُ من شفق المغيبِ كأنّها قد خمشتْ خداً من الإشـــفاقِلاقتْ بحمرتـــــــها الخليجَ فألفا خجلَ الصّبا ومدامعَ العشــاقِســــقطتْ أوانَ غُروبها محمرَّةً كالكأسِ خرتْ من أناملِ ساقِ*****ابن شهاب مختارات من شعره : على ســـــــلمى وإن نأت الخيام من المضنى التحية والسلامســـــــــلام من فــــؤاد منذ ولى وفارقــــها تولته الســــــقامعلى سلمى السلام ومن ســواها فإهداء الســـــــلام له حراممهــاة صـــــــانها الرحمن عما به العشـــــاق تعذل أو تلامكلفت بـــــــها وبي كلفت فكــل بصاحبه معنى مســـــــتهامكلانــــا مغــــــــرم ولنا حديث غريب لا يترجمه الكـــــلامولم أنس الوداع وما جـرى لي غداة الســــــير إذ عز المقامبكت خوف النوى وبكيب قهراً دماً فبها وبي لعب الغـــرامتبث إليّ شــــــكواها فأشـــكو إليها والدموع لها إنســـجامتناشــــــدني أترجع عن قريب فقلت نعم وللدهر إحتــــكاموأزمعت الرحيل وفي فـؤادي لوحدتها لهيب واضـــطراميا معشر النساء هل من ســـــامعة نصــــائحاً تتلى لكُنَّ جامـــــعهومن تكن بــــــما أقــــــول عاملة فتلك في جنّات عدن نـــــــازلهفالمكث في دار الفنــــــــا قليــــل وهي إلى دار البقا ســـــــــبيلوالله الله إمـــــــــــــــاء الله فـــي لــــــزوم دوركـــــنّ والتعفّففإن هذا الدهـــر معــــــدوم الوفا وقد ســـــــمعتن الكلام آنـــــفاوالخير كل الخير في الصـــــلاة وفعلـــــــها أوائــــــل الأوقاتوليس بين مســـــــلم وكافـــــــر إلا الصلاة في الحديث الشـاهروكن باليســـــــــير قانعـــــــات تظفرن يوم الحشـــــر بالجناتوارفضن للكبر المشوم والحسد وكل ما حرّمه الفرد الصـــــمدوأقبح القبائـــــــح الوخيــــــمة الغيبة الشــــــــنعاء والنميـــمةفتلك والعيــــــــاذ بالرحمـــــن موجبة الحلول في النيـــــــرانوطاعة الأزواج فــــرض لازم به ينـــال الفـــــوز والمغانــــموالويل كل الويل بل والهـــاوية لمن لأمر الزوج كانت عاصيه*****ابن شهيد الأندلسيعبدالملك بن أحمد بن عبدالملك بن شهيد القرطبي أبو مروان ( 323 – 393 ) للهجرة ( 935 – 1003 ) للميلاد ، وزير ومؤرخ وأحد ندماء ملوكها . ولد ومات بقرطبة . مختارات من شعره : كتبت لها أنني عاشـــــــق على مهرق الكتم بالناظرفردت علي جواب الهوى بأحور في مائــــــة حائرمنعمة نطقت بالجفـــــون فدلت على دقــــة الخاطركأن فؤادي إذا أعرضت تعلق في مخلــــــبي طائر*****ذكرتكم من غير أن تنساكم نفس صب معذب بهواكـــمكلما هبت الريــــاح له من جانب المغربين وهنا بكاكمجمع الله بينــــنا من قريب وأرانيكـــــم كما أهواكــــم*****أعينــــا إمــــــــرءاً نزحت عينـــــه ولا تعجبـاً من جفـــــــون جمادإذا القلــــــب أحرقـــــــــه بثــــــــه فإن المدامع شــــــــلو الفــــؤاديــــود الفتى منهــــــــلاً خالــــــــياً وســـــــعد المنيــــة في كل وادويصـــــرف للكون ما في يديــــــه وما الكون إلا نذير الفســــــــادلقد عثــر الدهـــــر بالســــــــابقين ولم يعجز الموت ركض الجوادلعمــــــرك ما رد ريب الــــــردى أريب ولا جاهـــــد باجتـــــــهادســـــــــهام المنايا تصــــيب الفتى ولو ضــــربوا دونه بالســـــــدادأصبن على بطشــــــــهم جرهــما وأصـــــــمين في دارهم قوم عادوأقعصــــــــن كلباً على عــــــزه فما إعتز بالصـــــــــافنات الجيادولكنــــني خانــــني معشـــــــري وردت يفـــــاعاً وبيل المـــــــرادوهل ضرب السيف من غير كف وهل ثبت الرأس في غيــــر هــاد*****ابن عبدربه الأندلسيأحمد بن محمد بن عبدربه بن حبيب بن حُدير بن سالم أبو عمر ( 246 – 328 ) للهجرة ( 860 – 939 ) للميلاد ، من أهل قرطبة . كان جده الأعلى سالم مولى هشام بن عبدالرحمن بن معاوية . كان شاعراً وغلب عليه الإشتغال في أخبار الأدب وجمعها. له شعر كثير ، منه ما سماه الممحصات ، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد ، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب . وكانت له في عصره شهرة واسعة وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر . أما كتابه ( العقد الفريد ) فمن أشهر كتب الأدب سماه العقد وأضاف النساخ المتأخرون لفظ الفريد . وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام . مختارات من شعره : شَادِنٌ يَسْحبُ أذْيَالَ الْطَّرَبْ يتثنَّى بيــنَ لهـــــوٍ ولعــــــبْبجبيـنٍ مفرغٍ منْ فضـــــةٍ فوْقَ خّدٍّ مُشْـــرَبٍ لَونَ الذَّهَبْكَتَبَ الدَّمْعُ بخَــــدِّي عَهْدَهُ لِلهوى، وَالشَّوْقُ يُمْلي مَا كتَبْيا بَجَهْلي مَا أرَاهُ ذَاهِبــــاً! وســــوادُ الرأس منِّي قدْ ذهبْ"قالتِ الخنسـاءُ لمَّا جئتُها: شابَ بعدي رأسُ هذا واشتهبْ"*****سَرى طيْفُ الحَبيبِ على البُعادِ لِيُصْلِحَ بَيْنَ عَيْنِي والرُّقَادِفَباتَ إلى الصَّباحِ، يَدي وســـادٌ لِوَجْنَتهِ، كما يَدُهُ وســـاديبنَفْسي مَنْ أعــــادَ إليَّ نَفْـــسي وَرَدَّ إلى جَوانِحِهِ فُـــؤادِيخيـــــالٌ زارني لـــــــمَّا رآني عَدَتْني عَنْ زيارَتِهِ عَوَادِييُواصـــلُني على الهجْرَانِ مِنْهُ وَيُدْنِيني على طُولِ البُـعادِ*****يا لؤلؤاً يسْـــــــبي العقولَ أنيقاً وَرَشاً بتَقطيعِ القُلوبِ رَفيـــــقاما إنْ رأيتُ ولا ســمعتُ بمثلهِ دُرَّاً يعودُ مِنَ الحيــــــاءِ عَقيقاوإذا نظرتَ إلى محاسنِ وجههِ أبصرتَ وجهكَ في سناهُ غريقاًيا منْ تقطَّعَ خصْــرُهُ منْ ردْفِهِ ما بالُ قلبكَ لا يكــــونُ رقيــقا*****ابن هانئ الأندلسي محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي ، أبو القاسم يتصل نسبة بالمهلب بن أبي صفرة ( 326 – 362 ) للهجرة ( 938 – 973 ) للميلاد ، شاعر مغربي ولد بإشبيلية وكان في الأندلس كالمتنبي ومعاصر له في المشرق ، اتهم بنزعته الإسماعيلية وهرب من إشبيلية إلى الجزائر والمغرب ، واتصل بالمعز العبيدي معد بن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية قرب القيروان ، ودخل المعز مصر ، وعاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله في طريق عودته ببرقة . مختارات من شعره : يا روضَ علم ويا سَحابَ ندىً لا زلتَ لا زلتَ عيشَناً الرَّغَدايترى علينا ندى يديــــــكَ كما تدافعَ الموجُ جــــالَ فَاطّـــرداعوّضنا الله منْ سِـــــواكَ ولا عوّضَنا منكَ ســـــــيّدا أبـــــداأيَّ هزبرِ كانَ الهزبــــــرُ لقد غادرَ منكَ الضرغامة الأســـدا*****فأمّا وقد لاحَ الصّــــــــباحُ بلمَّتي وانجابَ ليلُ عَمايَتي وتكشَّــــــفافلئنْ لهَوْت لألهُونَّ تصـــــــــنُّعاً ولئن صَبَوْتُ لأصْــــــبُوَنَّ تكلُّفاولئن ذكرْتُ الغانيـــــاتِ فَخَطرةٌ تعتادُ صبّاً بالحســــــــــانِ مكلَّفافلقد هززتُ غصــــونها بثمارها وهَصَرْتُهُنّ مهَفْهَـــــفاً فمهفهــفاوالبان في الكُثبانِ طوْعُ يـدي إذا أومأتُ إيمــــــاءً إليْهِ تعطَّــــــفَاولقد هززت الكأسَ في يدِ مثلها وصحوتُ عمّا رقّ منها أو صفافرددتـــــها من راحتيــــــهِ مزّةً وشــــــربتها من مقلتيهِ قرقــــفاما كان أفتكني لو اخترطتْ يدي من ناظِرَيْكِ على رقيبكِ مرْهَــفاوخدور منكِ قد طرقتُ لقومــها متعرَّضــاً ولأرضها متعسِّـــــفا*****فتكاتُ طرفكِ أم ســـــــــيوفُ أبيكِ وكؤوسُ خمرٍ أم مَراشفُ فيكِأجـــــلادُ مرهفــــــةٍ وفتكُ محاجرٍ ما أنتِ راحمةٌ ولا أهلــــــوكِيا بنتَ ذا السّــــــيفِ الطّويلِ نجادهُ أكذا يجوزُ الحكمُ في ناديــــكِقد كانَ يدعــــــــوني خيالكِ طارقاً حتى دعاني بالقـــــــنا داعيكِعَيناكِ أم مغنــــــــاكِ مَوْعِدُنَا وفي وادي الكرى نلقاكِ أو واديـكِمنعوكِ من سِنة الكرى وسرَوْا فلوْ عثروا بطيفٍ طارقٍ ظنُّــــوكِوَدَعَوْكِ نَشَوى ما ســـــقوكِ مُدامةً لمّا تمايل عطفـــــــكِ اتهموكِحســــــبُ التّكحُّلَ في جفونكِ حليةً تاللهِ ما بأكفـــــــهمِ كحلــــوكِوجَلوْكِ لي إذْ نحن غُصْــــــناً بانَةٍ حتى إذا احتَفَلَ الهَوى حَجَبوكِولوى مقبّلكِ اللّثــــــامِ ومـــادروا أن قد لثمـــــــتُ به وقبِّلَ فوكِفضَعي اللّثامَ فقبل خَدّك ضُـرّجَتْ راياتُ يحيى بالدّم المســـــفوكِ*****أبو إسحاق الألبيري إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق ( 375 – 460 ) للهجرة ( 985 – 1067 ) للميلاد ، شاعر أندلسي ، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزلَّة اليهودي تنصيبه وزيراً على صنهاجة ، فنفي إلى البيرة ، وقال في ذلك قصيدة مطلعها ( ألا قل لصنهاجة أجمعين ) فثار أهل صنهاجة على اليهودي وقتلوه . وقصيدته تلك أشهر شعره . مختارات من شعره : وذي غنى أوهمتــــه همتــه أن الغنى عنه غير منفصلفجر أذيال عجبـــه بطــــراً واختالَ للكبريـــاء في حللبزته أيدي الخطــوب بزتـه فاعتاض بعد الجديد بالسملفلا تثق بالغنى فآفتــه الفقر وصــــرف الزمان ذو دولكفى بنيل الكفاف منه غنى عنه فكن فيه غير محتــــفل*****بصرت بشــــــيبة وخطت نصلي فقلت له تأهـــــب للرحيــــــلولا يهــــن القليل عليك منــــــها فما في الشيب ويحك من قليلوكم قد أبصـــــــرت عيناك مزناً أصـــــــابك طلها قبل الهمولوكم عاينت خيط الصـــــبح يجلو ســـواد الليل كالسيف الصقيلولا تحقر بنذر الشـــــــيب واعلم بأن القطر يبعث بالســـــــيولفكم ممــن مفارقـــــــه ثـــــــغام وأنجمــــه على فلك الأفــــولتعوض من ذراع الخطــــو فترا ومن عضب بمفلـــــــول كليلفكيف بمثلـــــه لمهــــــــاة رمل كأن وصــــــالها نــــوم العليلتطلب غير ما في الطبع صعب عليك فدع طلاب المســــــتحيلولازم قـــــــرع باب الرب دأبا فإن لزومه ســـــــــبب الدخول*****أبو البقاء الرندي صالح بن يزيد بن صالح بن شريف الرندي ، أبو البقاء ( 601 – 684 ) للهجرة ( 1204 – 1285 ) للميلاد ، وتختلف كنيته بين أبي الطيب وأبي البقاء وهو المشهور. وهو كاتب وشاعر ، عاش في مدينة رندة ، واتصل ببلاط بني نصر( ابن الأحمر ) في غرناطة . ومدحهم ونال جوائزهم . قيل كان فقيهاً حافظاً له مقامات بديعة في أغراض شتى نظما ونثرا. مختارات من شعره : لكل شــــــيءٍ إذا ما تم نقصــــــــــــــانُ فلا يُغرُّ بطيب العيش إنســــــــانُهي الأيــــــامُ كما شــــــــــــاهدتها دُولٌ مَن سَـــرَّهُ زَمنٌ ســــــاءَتهُ أزمانُوهـــذه الــــــدار لا تُبقي على أحــــــــد ولا يـــــدوم على حالٍ لها شــــانُيُمزق الدهر حتــــــــماً كل ســـــــــابغةٍ إذا نبت مشْـــــــرفيّاتٌ وخُرصانُوينتضي كلّ ســــــــيف للفنـــــاء ولـــوْ كان ابنَ ذي يزَن والغمد غُمــدانُأين الملـــوك ذوو التيـــــجان من يمــنٍ وأين منهم أكاليــــــلٌ وتيجــــــانُوأين ما شـــــــــاده شـــــــــدَّادُ في إرمٍ وأين ما ساسه في الفرس ساســانُوأيـــــن مــا حـــــازه قارون من ذهبٍ وأين عادٌ وشــــــــدادٌ وقحطــــانُأتى على الكُـــــل أمـــــــر لا مَــرد له حتى قضَوا فكأن القـــــوم ما كانواوصــــــــار ما كان من مُلك ومن زمن كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُدارَ الزّمـــــــانُ على (دارا) وقاتِلـــــهِ وأمَّ كســــــرى فما آواه إيــــــوانُكأنّما الصَّعب لم يسْــهُل له ســــــــببُ يومـــــاً ولا مَلكَ الدُنيا سُـــــليمانُفجائــعُ الدهر أنـــــــواعٌ مُنــــــــوَّعة وللزمان مســــــــرّاتٌ وأحـــــزانُوللحوادث سُــــــــلوان يســــــــــهلها وما لما حلّ بالإســـــــلام سُــــلوانُدهى الجزيــــرة أمرٌ لا عـــــزاءَ لـــه هوى له أحدٌ وانهــــــدْ ثهــــــــلانُأصابها العينُ في الإســلام فامتحنـــتْ حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلـــــــــدانُفاسأل (بلنسية) ما شأنُ (مُرســـــــــية) وأيــــنَ (شاطبة) أمْ أيــــــنَ (جَيَّانُ)وأينَ (قرطبــــةٌ) دارُ العلـــــوم فـــكم من عالمٍ قد ســــــما فيها له شـــانُوأينَ (حُمصُ) وما تحويـــه من نـــزهٍ ونهــــــرهُا العَذبُ فيـــاضٌ وملآنُقواعـــــدٌ كنَّ أركانَ البـــــــلاد فَـــما عســــى البقاءُ إذا لم تبقَ أركـــــانُتبكي الحنيفية البيضاءُ من أســــــــفٍ كما بكى لفــــــراق الإلفِ هيمــــانُعلى ديـــــار من الإســــــلام خاليـــة قد أقفرت ولها بالكفـــر عُمــــــرانُحيث المساجد قد صارت كنائـــسَ ما فيهنَّ إلا نواقيــــــسٌ وصُـــــــــلبانُحتى المحاريــبُ تبكي وهي جامـــدةٌ حتى المنابــــــــرُ ترثي وهي عيدانُيا غافــــــلاً وله في الدهر موعظـــةٌ إن كنت في سِــــــــنَةٍ فالدهرُ يقظانُوماشـــــــياً مرحاً يلهيـــــه موطنـــهُ أبعد حمصٍ تَغرُّ المــــــــرءَ أوطانُتلك المصيبةُ أنســــــــتْ ما تقدمـــها وما لها مع طولَ الدهرِ نســـــــــيانُيا راكبين عتاق الخيــــــلِ ضـــامرةً كأنّها في مجال الســــــــــــبق عقبانُوحاملين سُـــــــــــيوفَ الهندِ مرهفةً كأنّـــــــها في ظلام النقع نيــــــــرانُوراتعين وراء البحــــر في دعــــــةٍ لهم بأوطانــــــهم عزٌّ وســـــــــلطانُأعنـــــدكم نــــبأ من أهـــل أنــــدلسٍ فقد ســـــــرى بحديثِ القومِ رُكبـــــانُكم يستغيث بنا المســـــتضعفون وهم قتلى وأســــــرى فما يهتز إنســـــــانُماذا التقاطُع في الإســــــلام بينــــكمُ وأنتــــمْ يا عبــــــــادَ الله إخـــــــــوانُألا نفوسٌ أبيـــــــاتٌ لــــــها هــــممٌ أما على الخيــــــر أنصـــــارٌ وأعوانُيا من لذلةِ قـــــومٍ بعــــدَ عــــــزِّهمُ أحـــــال حالـــــــهمْ جــــــورُ وطُغيانُبالأمسِ كانوا ملوكاً في منازلــــــهم واليومَ هم في بــــــلاد الكفرِّ عُبـــــدانُفلو تراهم حيــــــارى لا دليل لـــهمْ عليــــهمُ من ثيـــــــابِ الذلِ ألـــــــوانُولو رأيتَ بكــــــاهُم عندَ بيعــــــهمُ لهالكَ الأمــــرُ واســــــــتهوتكَ أحزانُيا ربَّ أمّ وطفـــــلٍ حيلَ بينــــــهما كما تفــــــــــرقَ أرواحٌ وأبـــــــــــدانُوطفلة مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كأنّـــــــــما هي ياقــــــوتٌ ومرجــــانُيقودُها العلـــجُ للمكـــــروه مكرهةً والعينُ باكيـــــــةً والقلـــــــــبُ حيرانُلمثل هذا يذوب القلـــــــبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إســــــــــــلامٌ وإيمانُالحصري القيرواني علي بن عبدالغني الفهري الحصري القيرواني ، أبو الحسن . شاعر ضرير ،(؟-488) للهجرة ( ؟ - 1095 ) للميلاد ، من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره . اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد ، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار ، وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب . وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل ، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله ، وتتلمذوا على يده ونشروا أدبه في الأندلس . وله ( اقتراح القريح واجتراح الجريح ) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له . و( معشرات الحصري ) في الغزل . و( النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية ) 212 بيتاً في القراءات ، ومات في طنجة . مختارات من شعره : يا ليـــــــل الصـــــــــــــــب متى غده أقيــــام الســــــــــاعة موعدهرقـــــــــد الســـــــــــــــمار فأرقـــــه أســـــــــف للبين يــــــــرددهفبكــــــــاه النجــــــــــم ورق لــــــــه مما يرعــــــاه ويرصــــــــدهكلـــــف بغــــــــــــزال ذي هيــــــف خوف الواشــــــين يشـــــردهنصـــــــبت عينــــــاي له شـــــــركاً في النـــــوم فعز تصــــــــيدهوكــــفى عجبـــــــــاً أني قنــــــــص للســـــــــرب ســــباني أغيدهصـــــــــــنم للفتنـــــــة منتصــــــب أهـــــــــــواه ولا أتعــــــــبدهصــــــــاح والخمــــــــــر جنى فمه ســـــــكران اللحظ معربــــدهينضــــو من مقلتــــه ســــــــــــــيفاً وكأن نعاســـــــــــاً يغــــــمدهفيريـــــــــق دم العشـــــــــــاق بـــه والويـــــــل لمن يتقلــــــــــدهكـــــــلا لا ذنب لمـــــن قتلـــــــــت عيناه ولم تقتــــــــل يـــــــــدهيــا مــن جحـــــدت عينــــــــاه دمى وعلى خــــــديه تــــــــــورده خـــداك قـــــد اعتـــــرفــــا بــــدمـي فـــعـــلام جـــفـــونـك تجـحـدهإنــــــــي لأعيـــــــــذك من قتـــــــلى وأظنــــــــــك لا تتعــــــــمدهبالله هـــب المشــــــــــــتاق كـــرى فلعل خيــــــالك يســــــــــعدهما ضـــــرك لو داويت ضـــــــــنى صـــــــبا يدنيك وتبعــــــــدهلم يبق هـــــــــواك له رمــــــــــــقاً فلبيــــــــــك عليه عــــــــودهوغـــــــــداً يقضى أو بعـــــــــد غد هل من نظــــــــــر يتـــــزودهيا أهل الشـــــــــوق لنا شـــــــــرق بالدمـــع يفيـــــــض مــــوردهيهـــوى المشــــــــــتاق لقـــــــاءكم وصـــــروف الدهـــر تبعـــدهما أحلى الوصــــــــل وأعــــــــذبه لــــولا الأيــــــــــــام تنكــــدهبالبيـــــــــن وبالهجـــــــران فيــــا لفــــــــؤادي .. كيف تجلـــــدهالحفيد بن زهرأيها الســــــاقي إليك المشــــــتكى قد دعونــاك وإن لم تســــــــمعونديــــــم همـــــــت في غـــــرته وبشـــــــرب الــراح من راحتهكلما اســــــتيقظ من ســــــــكرته جــــذب إليه الــــــــــزق واتكاوســــــــقاني أربعـــــــاً في أربعما لعيني غشــــــــيت بالنظــــــر أنكــــرت بعدك ضــــوء القمروإذا ما شئت فاسمع خبريعشــــــيت عيناي من طول البكا وبكى بعضي على بعضي معيغصن بأن مال من حيث استوى بات من يهواه من فرط الجـوىخفق الأحشاء موهون القوىكلما فكـــــــر بالبيـــــــــن بكى ويحـــــــــه يبكي لـــــما لم يقع*****الحكم بن أبي الصلت أمية بن عبدالعزيز الأندلسي الداني ، أبو الصلت أمية الداني ( 460 – 529 ) للهجرة ( 1068 – 1134 ) للميلاد ، حكيم ، كاتب ، طبيب وشاعر من أهل دانية الأندلس ، ولد فيها ، ورحل إلى المشرق ، فأقام بمصر عشرين عاماً، سجن خلالها ، ونفاه الأفضل شاهنشاه منها ، فرحل إلى الإسكندرية ، ثم انتقل إلى المهدية ( من أعمال المغرب ) وأقام فيها ، واتصل بأميرها يحيى بن تميم الصنهاجي ، وابنه علي بن يحيى، فالحسن بن يحيى آخر ملوك الصنهاجيين بها ، ومات فيها . وقيل إنه من أهل إشبيلية ، وأن له كتباً في الطب . من تصانيفه ( الحديقة ) ، و( رسالة العمل بالإسطرلاب ) ، و( الوجيز ) في علم الهيأة ، و( الأدوية المفردة ) ، و(تقويم الذهن) في علم المنطق . مختارات من شعره : أهلاً به لما بدا في مشــــــــيه يختــــال في حلل من الخيـــــلاءكالروضة الغناء أشرف فوقه ذنب له كالــــــدوحة الغــــــــناءناديته لو كان يفهم منطــــقي أو يســـــــتطيع إجابة لنــــــدائييا رافعاً قوس السماء ولابساً للحسن روض الحزن غب سماءأيقنت أنك في الطيور مملك لما رايتـــــــك منه تحت لــــواء*****طرقتني لدى الهجــــوع فقالت أكذا يهجع المحب المشـوققلت لا تعجلي فلم أغـــــف إلا طمعاً أن يكون منك طروقفتولت تقول لفظ ذوي الألباب سـحر يصبي النهى ويروققد يمج الكلام وهو صــــحيح ويلذ المــــزور المخلـــوق*****عجبت من طرفك في ضعفه كيف يصيد البطل الأصيدايفعل فينا وهو في غمــــــده ما يفعل الســيف إذا جردا*****أصبحت صبا مدنفاً مغـــــــرماً أشكو جوى الحب وأبكي دماهذا وقد ســـــــلم إذ مــــــر بي فكيف لو مــــر وما ســـــلماتحكــــم في مهجتي كيــــف شا ســــقيم الجفون هضيم الحشاسقته يد الحســـــن خمر الدلال فعربد بالصـــــد لما انتــــشىوصد بســـــــالفتي شــــــــادن أضل الخميلى فاســــــتوحشاحبيب كتمــــت غـــرامي بـــه فما زال يعظم حتى فشـــــــاخذوا اللوم عني وخلوا الفـؤاد لطائر حســـــــن به عشـــشاومن جرحته لحاظ العيـــــون فكيف يكـــــون إذا جمشــــــاومن أم ورد ابن يحيى الرضا فكيف يحـــــاذر أن يعطشــــاالرَصافي البَلَنسيمحمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبدالله البلنسي ( ؟ - 572 ) للهجرة ( ؟ - 1177) للميلاد ، وزير وكاتب وشاعر ، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته . كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره ، أقام مدة بغرناطة ، وسكن مالقة وتوفي بها . مختارات من شعره : ألاَ جـــرعٍ تحتلـــــهُ هِنــــــدُ يَنْدَى النَّســيمُ ويأْرَجُ الرَّنْدُويطيبُ واديــهِ بمــــــوردِها حتى ادَّعَى في مائِهِ الوَرْدُنِعْمَ الخليطُ نَضَحْتُ جانِحَـتي بحديثِهِ لو يبـــــــردُ الوجدُيُحْييــــكَ من فِيْهِ بعاطِـــــرَةٍ لو فاهَ عنها المِسْـكُ لم يَعْدُيا سَعْدُ قد طابَ الحديثُ فَزَدْ مِنْهُ أخَا نَجْواكَ يا ســـــعدُفلقدْ تجددَ لي الغــــرامُ وإنْ بَليَ الهَوى وتقادمَ العـــهدُذكرٌ يمرُّ على الفـــؤادِ كما يوحي إليك بســـقطهِ الزندُوإذا خلوتُ بها تمثــــلَ لي ذاكَ الزمانُ وعيشهُ الرغدُ*****وروضٍ جَلا صدأ العينِ بهْ نسيمٌ تَجَارَى على مَشْــرَبهْصنوبرةٌ ركِّبَتْ ســـــــاقُهَا عَليْهِ فَخَاضَتْ حَشَــا مِذْنَبهْفشـــــــبهتُهَا وأنابيبُـــــــهَا بها الماءُ قدْ جدَّ في مَسْكَبهْبأرقمَ كعَّكَ مِنْ شَـــــخْصِهِ وأفْرُخُــــــهُ يَتَعَلَّقْـــــنَ بهْ*****يا وردةً جــــــــادَتْ بها يدُ متحِفي فهمَي لها دمعي وهاجَ تأسُّـــــــفِيحمراءُ عاطرةُ النســـــــــيمِ كأنَّها من خدِّ مقتبلِ الشــــــــبيبةِ مترفِعرضتْ تذكرني دماً منْ صاحبٍ شَربَتْ به الدُّنْيا سُـــــــلافَةَ قرْقفِفَلَثَمْتُــــها شــــــغَفَاً وقلتُ لِعَبْرَتِي هيَ ما تمجُّ الأرضُ منْ دمِ يوسفِسليمان الكومي سليمان بن علي بن عبدالله بن علي الكومي التلمساني عفيف الدين ( 610 – 690 ) للهجرة ( 1213 – 1291 ) للميلاد ، شاعر ، كومي الأصل ( من قبيلة كومة ) تنقل في بلاد الروم ، وكان يتصوف ويتكلم وله في كل علم تصنيف واتهم بالزندقة ، وكان يتبع طريقة ابن العربي في أقواله وأفعاله . له كتب منها ( شرح الفصوص ) لابن عربي ، و( العروض ) وغيره . وابنه الشاب الظريف أشعر منه ، مات في دمشق. مختارات من شعره : يَا نَسْــــــمَةَ البَانِ هُبِّي عَلى رُسُـــومِ المُحِبِّوَمَــــا عَليْــــكِ إذَا مَا وَقَدْتِ نِيْرَانَ قَلْـــــبِيإنْ تَكْتُمِي سِــــرَّ لَيْلَى فَطِيبُهَا عَنْهَا يُـنـبــــيأوْ لاَ فَمَا لَشَـــــــذَاهَا يُسْبِي العُقُولَ وَيُصْبِيأهْـــدَتْ إليَّ حَدِيــــثاً فَهمْتَهُ دُونَ صَحْــــبِيفَحَلَّ فِي الحَالِ سَلْبِي دُونَ الجَمِيعِ وَنَهْــــبِييَا طالِبـــــاً حَيَّ لَيْلَى ذَاتِي حِمَاهَا فَطُفْ بيوَنَادِ بَاسْـــمِي تَجِدْهَا عَلى لِسَــــــــانِي تُلَبِيِّ*****جَحَدْتُ الهَوَى حَتَّى تَبَدَّتْ شُــــهُودُهُ فَصَــرَّحْتُ بالْكِتْمَانِ والحَقُّ أبْلَجُجُفُونِي مِنْ ذَاكَ الحِجَابِ قريْحَــــــةً فَلاَ دَمْعَ إلاَّ وَهْوَ بالدَّمِّ يَخْــــرُجُجَعَلْتُ عَلى قَلْبِي يَـــــدَيَّ تَألُّـــــــمَاً فَلَــــــمْ أرَ جَمْــــــــرَةً تَتَأجَّـــــجُجُبلْــتُ عَلى حُبِّ لِمَنْ أنَا عَبْــــــدُهُ فَلَحْظِيَ إطْرَاقٌ وَلفْظِي تَلَجْلُـــــجُجَزَانِي هَوَاهُ لـــــوْعَةً وصَـــــــبَابَةً وإنِّي إلى غيْرِ الجَزَائَيْنِ أحْــــوَجُجَمَعْتُ لهُ الضِّدَّيْنَ جَمْعَ ضَــرُورَةٍ فَجَفْنِيَ مَمْطُورٌ وَقَلْبِيَ مُنضَـــــجُجَرَيْتُ مَعَ الأشْــــوَاقِ مِلءَ عِنَانِهَا وَقُرْبُكَ مَطْلُوبٌ وَحُبُّــــــكَ مُنْهجُجِنَــــــانُ التَّجَلَّي لِلجَنَـــــــانِ مُعَدَّةٌ وَلاَ جَاهَ أرْقَى فِي رضَاهُ وأعْرُجُجَمِيعُ المُنى فِي لَمْحةٍ لَوْ جَنَيْتُــــهَا فَمَرْآكَ أبْهَى فِي العُقُـــولِ وَأبْهَجُجَمَالُكَ لي عَيْشٌ وَصَدُّكَ لي رَدَىً فَأنْتَ الَّذِي تُبْلِي وَأنْتَ تُفَـــــــرِّجُ*****نَسِـــيَمَ الصَّبَا أذْكَرْتَنِي العَهْدَ بالوَادِي وَهَيَّجْتَ أشْــــــوَاقاً شَـــــقَقْنَ فُؤَادِيفَإنْ كُنْتَ تُحْيي مَيِّتَ الهَجْرِ والجَوَى بقَتْلِ الهَــــــــوَى أحْييْتَنِي بمُرَادِيفَإنِّيَ مُذْ فَارَقَــتُ أحْبَـــــــابَ مُهْجَتِي وعُوضْـــتُ مِنْ قُرْبِ لَهُمْ ببُــــــعَادِجُفُونِي جَفَتْ نَوْمَ الدُّجَى لِمَضَاجِعِـي وَصِرْتُ جَلِيساً للسُّـــهَا بسُــــــهَادِيفَيَا ذَلِكَ الـــــدَّانِي إلى ذلِكَ الحِـــمَى إذَا ما أنَخْتَ العِيسَ في ذَلِكَ الوَادِيفَنَادِ بهِ السُّــــكَانَ أسْــــــكَنْتُمُ الحَشَا وَقُودَ لَظىً فَالجَمْرُ صَــــــارَ مِهَادِيفَلَمْ أسْتَطِعْ فِي اللَّيْلِ مَيْلاً لِمَضْجَعِي أأهْجَعُ والنِّيرَانُ حَشْــــــوُ وسَــــادِيرَعَى اللهُ أيَّـــــــــاماً بمُنْعَرجِ اللَّوَى وَلَيْلاً نَفَى فِيهِ الوصَـــــــالُ رُقَــــادِيأنْتَ الحَبيبُ وَإنْ سَـــــــلَبْتَ رُقَادِي وأطْعْتَ فِيَّ تَعَــــــرُّضَ الحُسَّـــــــــادِلاَ كَانَ قَلْبٌ ضَــــلَّ فِيــــــكَ بوَجْدِهِ إنْ مَال عَنْكَ إلى هُدَىً ورَشَــــــــــــادِمَلكَتْ خُدُودُكَ أسْــــــوَدَيَّ فَمَــاؤُهَا مِنْ مُقْلتِي وَلهيبُــــــــهَا بفُـــــــــــؤَادِيوَارَحْمَتَاهُ لِمُقْلـــــــةٍ بدُموُعِــــــــهَا غَرْقَى وَنَاظِرُهَا لِوَجْهِكَ صَــــــــــادِيقَسَماً بسَــــالِفِ عيشَةٍ سَـــــلفَتْ لنَا بسُــــــلاَفَةٍ أوْ شَـــــــادِنٍ أوْ شَـــــادِيوَبطيبِ ليْلاَتِ العَقِيقِ وَمَا جَنَــــتْ تِلْكَ الظِبَــــاءُ بــــهِ عَلى الآسَــــــــــادِلاَ حِلْتُ عَنْ وَادِي الأثيْلِ بَسَــــلْوَةٍ تُنْسِــــــــي عُهُودَ أهَيْـــــلِ ذَاكَ الوَادِيحَيٌّ بهِ مَـــاتَ السُّـــــــلُوُ أمَا تَرَى لُبْسَ الجُفُــــــونِ عَليهِ ثَــــــــوْبَ حِدَادِوَمُحَجَّبٍ مَا الوَجْدُ فِيهِ مُحَجَّـــــــباً عَنْ عَاذِلِيِّ وَلاَ التَّصَـــــــــبُّرُ بَــــــادِيمَهْمَا انْثَى فَأنَا الطَّعِينُ بقامَـــــــــةٍ هَيْفَاءَ تَهْــــــــزَأُ بالقَنَـــــــــا المَيَّـــــــادِوَإذَا رَنَا فَأنَــــــا القتِيلُ بمُقْلــــــــةٍ نَجْلاَءَ أمض مِنْ حُــــــــدُودِ حِــــــــدَادِالششتريأبو الحسن علي بن عبدالله النميري الششتري الأندلسي ( 610 – 778 ) للهجرة (1212 – 1269 ) للميلاد ، ولد في ششتر إحدى القرى في جنوب الأندلس ، بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي فيها أصحاب الشاذلي وزار الشام . ودرس علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول . ثم زار الفلاسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة كالموشح والزجل وذاع صيته . توفي في مصر . مختارات من شعره : يَا حاضراً فِي فــــــؤادي بالفكر فِيكمْ أطيـبُإنْ لمْ يزُرْ شخصُ عيني فالقلبُ عِندِي ينُوبُمَا غِبتُ لكِنَّ جِسْــــــمِي من النُّحــولِ يذوبُفَلمْ يَجــــــدْنِي عـــــذولٌ وَلاَ رآنِي رَقِيــــــبُوَلوْ دَرَى الدَّهْـــــرُ عَنِّي جَاءت إليَّ شــعُوبُلمْ يَبْقَ غَيْــــرُ غَــــــرامٍ فَسَـــــلهُ عَنِّي يجُيبُ*****ســـــألوا الرياحْ إنْ التقوا أحبـــــــاب قلبيودمعي جــراحْ تجردْ على خدِّي ونهــديلو صبت جناحْ قلبي يصبرْ مِنْ شدةِ تعبي*****لاصبرَ لي كيف الصبر والجسم ناحل*****يا ســـيدي هُم سادتي وأنا إليـــــهم مفتقرْيا سيدي من وحشتي بَدَّلتْ نومي بالسهرْ*****لسان الدين بن الخطيبمحمد بن عبدالله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل ، الغرناطي الأندلسي، أبو عبدالله الشهير بلسان الدين بن الخطيب ( 713 – 776 ) للهجرة ( 1313 – 1374 ) للميلاد، وزير وشاعر وكاتب ومؤرخ . كان أسلافه يعرفون ببني الوزير . ولد ونشأ بغرناطة . وأصبح وزيراً لسلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل ثم ابنه ( الغني بالله ) محمد . وعظمت مكانته . وشعر بسعي الحاشية في الوشاية به ، فكاتب السلطان عبدالعزيز بن علي الميني ، برغبته في الرحلة إليه . وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق ، ومنه إلى سبتة فتلمسان وكان السلطان عبدالعزيز بها ، فبالغ في إكرامه ، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده ، فجاؤوه مكرمين . واستقر بفاس القديمة . واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية . ومات عبدالعزيز ، وخلفه ابنه السعيد بالله ، ولم يستمر في الحكم . وتولى المغرب السلطان ( المستنصر ) أحمد بن إبراهيم ، وقد ساعده ( الغني بالله ) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه ( ابن الخطيب ) وجاء من غرناطة الوزير ( ابن زمرك ) إلى فاس حيث سجن ابن الخطيب واتهم بالزندقة وقتل ودفن في مقبرة ( باب المحروق ) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين : القلم والسيف ، ويقال له (ذو العمرين) لإشتغاله بالتصنيف في ليله ، وبتدبير المملكة في نهاره . ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً ، منها ( الإحاطة في تاريخ غرناطة )، و( الإعلام فيمن بويع قبل الإحتلام من ملوك الإسلام ) في مجلدين، و( اللمحة البدرية في الدولة النصرية ) . مختارات من شعره : جادك الغيث إذا الغيث هما يا زمان الوصـــــل بالأنـدلسلم يكن وصـــــلك إلا حلماً في الكرى أو خلسة المختلس*****أهلاً بطيف زار في غســق الدجى فأعاد ليلتنا صـــــباحاً أيلــــــجافتحت زيــــــارته لصـــــــب هائم باب القبول وكان قدماً مرتــــجالله درك من خيـــــــال مطمـــــــع علقت لنا بحبـــاله أبـــدي الرجاكيف اهتديت وهل بدا لك مضجع خط النحول عليه خط مدمـــجايا ســـــــــالكاً بمحبه طرق النوى هلا سلكت إلى التواصل منهجاأفديـــــك من حكم تأول حكمـــــه فقضى بقتل العاشـــقين تحرجاأو ما ترى طوفان فيض مدامعي يذكي جحيماً بالضـــلوع تأججاأســـــتنبىء البرق الخفوق إذا بدا وأســــاهر الليل الطويل إذا دجاهب لي رضاك فإنني مســــتشفع بعلى أمير المســـــلمين المرتجا*****وليلة أنسٍ باح مِنّا بها الهَــــــــوَى فهُزَّت لترجيع التَّقيلِ المنــــــاكبُبعُودٍ ترى وّقعَ الأنـــــــاملِ فوْقها كما اجْتَهَدْتَ في نَسْجِهنَّ العناكبُحَشَـــدْنا جموعَ اللَّحنِ منه فأقبلتْ كتائبُ تَقْفــــو إثرهُــــن كتــــائبُودارَتْ بنا الأقداحُ حتى كأنـــــنا بدورٌ وكاســـــــاتُ المدامِ كواكبُيُظلِّلُـــــنا بالغَيْـــــم نَــــــدٌّ وعَنْبرٌ وتَنْضَحُنا بالطَّيب سُــحْبٌ سواكِبُإلى مثل هذا الأنس يرْكَبُ جالسٌ حَنِيناً لِلُقْيـــــاه ويجلـــــسُ راكِــبُ*****ولادة بنت المستكفي ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبدالرحمن الأموي ( ؟ - 484 ) للهجرة (؟-1091)للميلاد ، شاعرة غزل وهجاؤها فاحش ، من بيت الخلافة ، كانت تخالط الشعراء وتجالسهم ، اشتهرت بأخبارها مع الوزيرين ابن زيدون وابن عبدوس ، وكانا يهويانها، وهي تود الأول وتكره الثاني ،ووقع بينهما ما وقع وكتب ابن زيدون رسالته التهكمية المعروفة إلى ابن عبدوس . توفيت بقرطبة . مختارات من شعرها : لحاظُكم تجرحُنا في الحشـا وَلحظنا يجرحكم في الخــــدودجرح بجرح فاِجعلوا ذا بذا فما الّذي أوجبَ جرح الصدودلو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّــــــروَتركت غصناً مثمـــــراًَ بجمــاله وجنحتَ للغصنِ الّذي لم يثمرولقد علمت بأنّني بــدر الســــــما لكن دهيت لشقوتي بالمشـتري*****ترقب إذا جنّ الظـــــلام زيـــــارتي فإنّي رأيت الليل أكتم للســـــــرِّوَبي منك ما لو كانَ بالشمس لم تلح وبالبدر لم يطلع وَبالنجم لم يسر*****ألا هَل لنا من بعد هـــــذا التفــــرّق سبيلٌ فيشــــــكو كلّ صبّ بما لقيوَقد كنت أوقات التزاور في الشــتا أبيتُ على جمرِ من الشوقِ محرقِفكيفَ وقد أمســـيت في حال قطعة لقد عجّل المقـــــدور ما كنت أتّقيتمرُّ الليالي لا أرى البيـــن ينقضي وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقيسَقى الله أرضاً قد غدت لك منزلاً بكلّ ســـــكوب هاطل الوبل مغدق*****أنا والله أصـــــلح للمعـــــــالي وأمشي مشـيتي وأتيهُ تيهاأمكنُ عاشقي من صحن خدّي وأعطي قبلتي مَن يشتهيها